كتبت: الدكتورة العالية ماءالعينين بما أنني أنتمي إلى ذلك الجيل.. الذي تربى على صوت أم كلثوم…فإنها ومنذ مرحلة متقدمة من حياتي كانت بالنسبة لي القاموس المحيط بكل ما له علاقة بالعواطف والأحاسيس من آه الإعجاب…حتى أقسى حالات الحب والعشق…فلم أجد تعبيرا …أبلغ ولا أحلى من ترنيمتها في أغنية "إنت عمري" "صَالحت بيك أيامي…سامحت بيك الزمن نسيتني بيك آلامي……ونسيت معاك الشجن الحب حالة تخدير لذيذة جميلة تحقننا…بقوة غريبة على تجاوز الألم ومسامحة الزمن على كل ما يمكن أن يكيله لقلوبنا وأرواحنا وأجسادنا من التعب والإنهاك والظلم.
يا سيدي اني اشبه زهور التلال وانا شامخة كشموخ الجبال فلا تحاول ان تكسرني فهذا خيال واذا ظننت ان بعدك يؤلمني هذا محال فبكل بساطة سارميك كما لم تكن وستصبح بموضع كان وسامحيك من قلبي واقتل حبك ولو بعد آن ولو حاولت الرجوع سيكون فات الآوان بقلمي
لماذا هذا الكم من العنف والرغبة في الإيلام والتجريح…؟ وبالرجوع إلى لازمة "في أوروبا والدول المتقدمة "، لماذا نتأثر كثيرا برؤية عجوزين كل واحد منهما يسند أحدهما الآخر؟ هل هو الحب أم هي الرحمة والتراحم؟ …………. أعترف لكم أني غير قادرة على تغيير الشريط رغم كل هذا السواد… الي شفته قبل ما تشوفك عيني عمري ضايع يحسبوه إزاي علي إنت عمري
نبدأُ عامنا الرابع معًا ولا شيء يغمرنا سوى السكينة، أننا وإن اختلفنا وتشاجرنا وتعقّد الخلافُ بيننا، فـ"المهم إننا مع بعض" وكفى بذلك نعمة وفضل. يا نفسي القديمةِ اسعَدِي، لم يصلِحُ الحبُ شيئًا، ولكنكِ الآن غيرَ آبهةِ بشيء سوى صحبته، تلك التي تنسيِك كما تقول الأغنية "إن الدنيا فيها ناس قاسيين".
فهو مستعد للتحليق والرقص في حالات وعاجز عن مجرد الابتسام في حالات أخرى… ولكن ما العلاقة بين الركود العاطفي والكره أو الحقد أو العداوة؟ قد يتوقف القلب عن الحب ولكن هل من المفروض أن يتوقف الإنسان عن إنسانيته؟ هل غياب الحب مبرر لغياب العلاقات الاجتماعية أو الأسرية في حالات الزواج مثلا؟ للأسف هذا ما يحدث في واقعنا المغربي والعربي عموما، وهو الشائع وتشهد عليه المحاكم. فالحب يصبح عداوة وتهربا من المسؤوليات وقد يتعمق الأمر ويصل إلى العنف والجرائم… كانت تجلس قبالتنا في جلبابها الفضفاض الذي أخفى كل شيء إلا كم الشقاء الذي يلوح في عينين غلبهما التعب، وغشي بقايا جمال أنهكه الزمن، الذي ضحك لها يوما، و"صالحته" لأن "سي محمد" قال لها أحبك وفرش لها البساط رياحينا. هذه الأربعينية، التي تبدو عجوزا تحجرت الدموع في مآقيها، وهي تتذكر كيف وعدها الحبيب بالجنة وتركها للجحيم وفي عنقها خمسة أبناء ومهددة بالإفراغ من بيت بائس، لأنه باسمه ولم يدفع إيجاره قط ولم تعد تعرف عنه شيئا بعد أن فكك أوصالها تعنيفا وضربا مبرحا… و"حكَرة" … وفي هذه الحالات غالبا ما يشتكي الزوج من قلة حيلته أما المرأة فهي ملزمة بصغارها حتى ولو تسولت من أجلهم…وإذا عذرنا هذا الرجل بقصر اليد عن تحمل مسؤولياته المادية، فكيف نعذر قسوته وعنفه …؟ أليس من المخيف أن يكون الحب مجرد عصا سحرية، تجعل أعتى القساة في حالات غريبة من الحنان واللطف.
أم كلثوم | صالحت بيك أيامي - Umm Kulthum - YouTube
صالحت بيك أيامي - YouTube
لك الحمد حتى ترضى, 2024 | Sitemap