لو كنت من مازن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أغار ناس من بني شيبان على رجل من بني العنبر يقال له قريط بن أنيف فأخذوا له ثلاثين بعيرا فاستنجد قومه فلم ينجدوه فأتى مازن تميم فركب معه نفر فأطردوا لبني شيبان مائة بعير فدفعوها إليه فقال هذه الأبيات ومازن هنا هو ابن مالك بن عمرو بن تميم أخي العنبر بن عمرو بن تميم هذا وقصد الشاعر بهذه الأبيات أن يحمل قومه على الانتقام له.
في مؤسساتنا الوظيفية، هذا محسوب على ذاك، وذاك محسوب على هذه، وتلك على عطوفته وهؤلاء محسوبون على دولته، وهذه محسوبة على معاليه، وهكذا دواليك... ، يتمتعون بالرواتب العالية، والسفرات التي تدر لبناً وعسلاً، والحظوة الكبيرة عند رئيس المؤسسة، لهم جلال، يكاد فؤاد أحدهم يطير من شدة الحظوة والتمييز، قليلة ذنوبهم، وهي جَمَّة، اذا تكلموا بالخطأ قالوا لهم أصبتم، ويبصمون على أقوالهم. الذين لا "مازن" لهم يسندهم في مؤسساتنا الوظيفية، عزائمهم خائرة، لا يستطيعون ان يطالبوا بحقوقهم، فهي بطبيعة الحال أكلت ظلما وزورا، صمت الآذان عن سماع صرخاتهم، الإحساس بهم معدوم، الظلم باد على وجوههم والخوف يلفهم، إنهم مهددون بلقمة عيشهم، يمشون وكل شيء ضدهم، وتغلق الادارات دونهم أبوابها، تراهم ممقوتين، وليسوا بمذنبين، يرون العداوة هنا وهناك ولا يعرفون أسبابها. صور من الظلم شتى تبعث على الأسى والحزن، لأزمة أخلاق، انطمس معها الحياء وماتت معها المروءة على مذبح النفاق والتزلف، وإن لم يكن لكم "مازن" أيها القراء فلكم الله هو نعم المولى ونعم النصير.
لك الحمد حتى ترضى, 2024 | Sitemap