إنه الخرافة والشعوذة في قمة خبلها، يقدمها من يكتب قبل اسمه لقب دكتور، وفي العلامات التي يسوقها لمن ساقه قدره العاثر، في تصور الشيخ، وتخطى سحرا لم يكن هو المقصود به، تجده يقدم مظاهر لآلامٍ يمكن أن تصيب أي شخص وفي أي وقت ومنها الصداع مثلا، الذي يحدد له وقت العصر، والمدة التي تتراوح من ساعتين إلى ثلاثة ساعات وينتهي دون أن يتلقى صاحبه أي أنواع المسكنات أو العلاج وهذا شائع للغاية، فلو حدث ذاك فاعلم يا أخي الحبيب واعلمي يا أختي العزيزة أنكِ قد تخطيتِ سحرا لم تكن أو تكوني مقصود أو مقصودة به، وأنا هنا استخدم نفس أسلوبه في الفيديو الذي تخطت نسبة مشاهدته الملايين. أقول، هذا الداعية "عبدالله رشدي" أزهري حاصل على دكتوراه، ويتابعه الملايين، ويهذي بمثل هذا الهراء، ويؤثر في ملايين المصريين بمثل هذه الأفكار، فيرسخ في أذهانهم قدرة خارقة لمن لا يمتلكون أية قدرة، فيذهب الملايين من المصريين للمشعوذين والسحرة ليقضوا لهم حاجاتهم التي لن تتم بحال من الأحوال إلا بالكد والجد والعمل بالعلم، دون ذلك ستظل مشاكلنا جاثمة على صدورنا، بل ستزداد تلك المشاكل لدرجة لن نستطيع معها حملها. إننا إذا أردنا حلولا ناجعة لمشاكلنا، فإن أول ما يجب أن نسعى إليه هو تغيير المنظومة الفكرية المصرية لتصبح منظومة حديثة، لا تلتفت لمثل هذا الهراء والعبث الذي يشيعه هؤلاء الجهلة، وأول طريق ذلك هو منع هؤلاء من الحديث في أية وسيلة إعلامية، حتى لو كانت صفحاتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، وليس في هذا اعتداء على الحرية الشخصية، بل حفاظ على العقل المصري وصونه، وربما قال قائل: كيف تعيش في أوروبا بلاد الحريات وتطالب بمنع مثل هؤلاء وفي ذلك تقييد للحرية؟!
لك الحمد حتى ترضى, 2024 | Sitemap